صص الكاتب عبد الله المقرن في «سور المزرعة» هي استعادة ماضي مكاني حائر بين البداوة والحضر، واستحضارٌ متواتر للعتبات التي تفتح المدى على البدايات ورحلة التحولات. والقاص/الراوي هنا ليس براوٍ مستقلّ يروي عن غائب، بل مرآة تنعكس فيها صورة الراوي بالمخاطب. هذا السرد المتقدّم عبر المرايا، يلفّ كل العناصر الحكائية، وعلى الرغم من مراجعها المعيشة والوقائعية. هي حالمة؛ لأنّ هناك ما يترجرج في ماء الحلم بقدر ما يومض في ضوء الذكرى أو ينبثق من ذات الشخصيات. حيث يُستدخل كلُّ حدث ويُعاد ارتسامه في مخيلة القاص/الراوي، ليصور حالة ما يُقوم من خلالها تعدد الخطابات، وتبادل الرؤى، وتعدد العوالم، واستبطان ملامح الحياة وتحويلها إلى نوع من المواجهة بين الذات وعمقها الآخر ويفعل ذلك عبد الله المقرن من دون المبالغة في الهلامية الدلالية المضرة بجوهر الرسالة الأدبية.
Share message here, إقرأ المزيد
سور المزرعة