هل هي رواية أم كتاب في تنمية الشخصية وتطوير الذات؟ هذا السؤال يطرح نفسه علينا كلّما أوغلنا في القراءة حتى إذا ما انتهينا منها يكون الجواب أن "حظاً سعيداً" رواية وكتاب في تنمية الشخصية وتطوير الذات في آن معاً. ولعل الكاتبة أرادت بهذه الإضافة اللافتة من خارج الجنس الأدبي الإشارة إلى علاقة التلازم بين الحياة الواقعية والعمل الأدبي واهتمامه بتحديات الواقع وأثرها على الإنسان وقدرته على تجاوز العقبات التي تضعها الحياة في طريقه.
وفي الرواية، يتم الإعلان في وسائل التواصل الاجتماعي عن دورة تدريبية تستهدف الشباب العرب في رحلة إلى أندونيسيا في منطقة تشيبودي الجبلية في مدينة باندونق، تحت إشراف مدرب مختص، ويلتحق بالدورة عدد من الشباب العرب ولكلّ شاب غايته من هذه الرحلة.
يُخبر المدرب المشاركين بالدورة أن الغاية من هذه الدورة التدريبية هو تعلّم التقنيات وامتلاك المهارات التي تعمل على رفع مستوى حظوظهم. ويخضعهم لتدريبات واختبارات أداء تتعلق بمفهوم الحظ السعيد وأسباب النجاح. وفي السياق يُعرّفهم بأهم القوانين الكونية ومنها قانون المتشابهات والجذب والسريان والممكن والطاقة ويتناول كل واحد من هذه المفاهيم وأثرها في حياة المرء، كما يتحدث عن البعد الخامس ويعني به ذلك العالم المتسامي المنشود والذي لا يصل إليه إلا الأنقياء من الأولياء الصالحين.
تنتظم الرواية في شخصيتين رئيسيتين صادفتا بعضهما في وطنهما في مرحلة الطفولة وشاءت الأقدار أن تجمعهما رحلة مشتركة في مرحلة الشباب، وكما يقول الراوي بأن أجمل أقدارك تسوقها لك أسوأ أقدارك، حيث سيكتشف بطلا الرواية في تلك البلاد البعيدة سرّاً له علاقة بمرحلة الطفولة، الأول سره يلتصق بوجهه ليدل على نفسه، كلعنة حلّت عليه من أسلافه، وعرقهم المختلف، حتى أصبح على قناعة بأنّه ينتمي لطرفي نقيض: ثريٌ مغرور ينبذه "جدّه لأبيه"، وآخر فقير متواضع "جدّه لأمه" يتلهف لرؤيته. وليقرر البقاء بعد الرحلة حيث يحبّ أن يبقى ينتظر جدّته الأسيوية الآتية من بلاده.
وأمّا الثاني فيحمل ذكرى لا تنتمي إلى الذكريات السعيدة وتتعلق بوفاة شاب مريض قدّم له والده دواءً عشبياً تسبب بموته وحَكَمَ القضاء عليه بالموت. وأمّا بقية المتدربين ممن خاضوا هذه التجربة بحلوها ومرّها، فسيكون لكل واحد منهما قصة مع الحظ السعيد.
Share message here, إقرأ المزيد
حظاً سعيداً