مع حلول فصل الربيع بأجوائه الخلابة التي تأتي بعد برد الشتاء القارس؛ تنتشي منطقة الحدود الشمالية الخيلاء مزهوة بأوديتها ورياضها وقد اكتست بلون أعشابها وشجيراتها العطرية الخضراء كالشيح والقيصوم والزعتر البري، وتتخللها ألوان الورود الجميلة مابين حمرة وصفرة كالأقحوان وشقائق النعمان أو كما يسمه الشماليون (الديدحان).
وقد تغنى الشعراء العرب في عصور سالفة بوصف الربيع في أودية الشمال، ومن ذلك لامية النابغة التي وصف فيها ربيع وادي تُبل - أحد أودية الحدود الشمالية - والتي يقول في مطلعها:
بانَت سُلَيمى وَأَقوى بَعدَها تُبَلُ فالفَأوُ مِن رُحبِهِ البِرِّيتُ فَالرِجَلُ
إلى ذلك نظّم النادي الأدبي الثقافي بالحدود الشمالية مسابقة شعرية لمجاراة قصيدة النابغة والتي جاء فيها:
بانَت سُلَيمى وَأَقوى بَعدَها تُبَلُ فالفَأوُ مِن رُحبِهِ البِرِّيتُ فَالرِجَلُ
وَقَفتُ في دارِها أُصلاً أُسائِلُها فَلَم تَجِب دارُها وَاِستَعجَمَ الطَلَلُ
كُلُّ الرِياحِ تُسَدّيها وَتُلحِمُها وَكُلُّ غَيثٍ رُكام غَيمُهُ زَجِلُ
لَهُ بُروقٌ تَهيجُ الرَعدُ آوِنَةً كما تَضَرَّمَ في حافاتِها الشُعَلُ
حَتّى إِذا عَمَّها بِالماءِ وَاِمتَلَأَت ساقَت تَوالِيَهُ شامِيَّةٌ شَمِلُ
كَسا العِراصَ رِياضاً حينَ فارقَها كَالعَبقَرِيِّ رِواءً كُلُّها خَضِلُ
مِن حَنوَةٍ يُعجِبُ الرُوّادَ بَهجَتَها وَمِن خُزامى وَكِرشٍ زانَها النَفَلُ