يجيب عن سؤال يتعلق بمدى ظهور أفكار نهضوية، وحصول مواقف إصلاحية، عند شيوخ الطائفة الإسلامية العلوية في القرن التاسع عشر، القرن الذي شهد عددًا من الحركات الإصلاحية الإسلامية، على يد عدد من الشيوخ/العلماء في العواصم العربية، وكيف تجلى ذلك لدى هذه الطائفة التي كانت منعزلة في أعالي الجبال، في حياة فقر وتهميش. ويتناول موقعَ الشيوخ ضمن الطائفة العلوية في تلك الفترة، ويرصد انفتاحَهم على باقي المذاهب الإسلامية، والتزامَهم الأركان الشرعية، ونبذَهم الخرافات، وإيمانَهم بالعلوم الحديثة، وجهودَهم في التعليم وفتحَ المدارس، ومساهمتَهم في حصول نهضة لغوية وأدبية مهمة، ونبذَهم العشائرية، وتأكيدَ انتمائهم الديني إلى الإسلام، والوطني إلى سوريا، والقومي إلى العرب؛ إذ كان من نتائج هذه المواقف الإصلاحية اندماج أبناء هؤلاء الشيوخ المصلحين في مجتمع المدينة الأوسع خلال العقود الأولى من القرن العشرين، ما دفعهم إلى أداء دورٍ نشيطٍ من خلال انخراطهم في مناحي الحياة الأدبية، والاجتماعية، والمدنية، والسياسية، والعسكرية كلها.