هذا الكتاب يبحث في مسألة فقهية ذات أهمية في الإسلام، وهي (العذر بالجهل)، والعلم بهذه المسألة أصلٌ من أصول العلم التي ينبغي أن يتمرَّس بها الحاكم والقاضي والمفتي والمجتهد والفقيه، فبمعرفة الأحوال التي يُعذَر بها المرء بالجهل تُصانُ أرواح، وتسقط حدود لولا العذر بالجهل لأقيمت على مرتكبها، وبالعذر بالجهل أيضاً قد تصحَّح عبادات ومعاملات كان ينبغي الحكم عليها بالفساد أو البطلان، وإن هذا البحث تناول الموضوع مبيِّناً جوانبه وموضحاً أحكامه من حيث قبوله عذراً أو لا في الفقه الإسلامي وأصوله، وذلك في بابين من أبواب الفقه هما: العبادات والحدود؛ لأنهما من الموضوعات العلمية التي يُبتلى بها المكلَّفون..