إن تأليف كتاب خاص في موضوع الإسلاميون: دراسات في السياسة والفكر"، يطرح عدة أسئلة وإشكالات حول طبيعة هذا العمل والقيمة العلمية التي من المفترض أن يضيفها، وهو ما يشكل تحدياً علمياً صعباً لكل مشروع، يسعى واضعه لعرضه أمام الأكاديمي أو الباحث المتخصص أو المثقف الموسوعي أو القارئ المطلع.

والكتاب الذي بين أيدينا يضم مجموعة من الدراسات والأبحاث العلمية، التي أنجزت خلال عقد من الزمن (ما بين 2003 و2012)، سعى الكاتب من خلاله إلى تناول علاقة نظام الحكم بالمعارضة السياسية الممثلة في القوى الإسلامية، ضمن إشكالية مركزية هي جدلية الدولة والمجتمع في سياق ما يسمى بدول العالم الثالث أو الدول السائرة في طريق النمو...
والموضوع المعالج ليس ذا طبيعة نظرية صرفة، ينحصر هاجسه المعرفي في رصد المفاهيم والإشكالات النظرية بغية إشباع الفضول المعرفي وتحقيق المتعة العقلية والترف الفكري والتمرس المنهجي، وإن كان هذا البعد المعرفي لا يخلو من فوائد يصعب حصر أهميتها؛ لكن الموضوع المدروس يسعى أيضاً إلى رصد الحركية السياسية الاجتماعية كفعل سياسي وخلفية ثقافية وسلوك اجتماعي، رابطاً بذلك البعد التنظيري والتصوري بالفعل السياسي والاجتماعي والسلوكات والمواقف العملية والممارسة اليومية المعيشة.