من أقرب المعاني إلى النفس، وأعذبها عليها، الحب. ذلك هو الترابط الوثيق الذي يربط الموجودات بعضها مع بعض، وبه يجتذب كل صانع مصنوعه، فهو الطريق إلى الكمال؛ كلّ بحسب ما يريده كمالاً، وبه تتحقق الحياة السعيدة، ولأجله يعيش الفرد ويعمل. يعرفه جميع الروحانيين، وأملاك السبع الشداد، ودواب الأرض المهاد، وجميع الوحوش في الفلوات، والحيتان في البحار العامرات؛ بل إن جميع الموجودات تحبه - تعالى - وتعشقه، كما أثبته جمع من الفلاسفة؛ وبهذه الصفة يدرك المخلوق خالقه، ومن هذه الجهة يعطف الخالق على خلقه.
Share message here, إقرأ المزيد
العرفان من مواهب الرحمن : بحوث مستلة من كتاب تفسير مواهب الرحمن لآية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري