يُعدّ حسان بن ثابت الخزرجي (أبو الوليد) قامةً شعريةً سامقةً من قبيلة قحطان اليمانية التي استقرت في يثرب، حيث نشأ على الرغم من أصوله الحضرية متأثراً بالبداوة. قبل بزوغ فجر الإسلام، كان شاعراً مقرباً من البلاط الغسّاني في الشام، يخصّ ملوكهم بالمديح في عواصمهم. بعد الهجرة النبوية، آثر حسان نصرة العقيدة الجديدة بـبيان لسانه بدلاً من سيفه، مُتخلياً عن خوض المعارك بسبب ما عُرف عنه من جُبن، ليصبح بذلك "شاعر الرسول" الذي يذود عن حياضه ويردّ على سهام هجاء قريش. ورغم تفضيل النقّاد لـجودة شعره الجاهلي، فإنّ نتاجه في الإسلام يُمثل وثيقة تاريخية صادقة للصراع العقائدي، مُسجلاً بوضوح ظاهرة الشعر السياسي الديني في بداياته، وما تخلله من التقاذع بين الأنصار والقرشيين. يتميز شعره بـالجزالة ونقاء الديباجة وسهولة الألفاظ، وقد أشاد بملَكَته الشعراء، وعلى رأسهم النابغة الذبياني. يضم هذا الديوان مجموع أشعاره مرتبة ترتيباً ألفبائياً، ليقدم صورة متكاملة لـأشعر أهل المُدر في عصره، الذي جمع فضل الشعر في الجاهلية والإسلام وشاعرية اليمن بأسرها.
Share message here, إقرأ المزيد
ديوان حسان بن ثابت الأنصاري