المشكلان الأساسيان في نظرية المعرفة للفيلسوف البريطاني / النمساوي كارل بوبر، واللذان يتموضعان في محور هذا الكتاب هما مشكل الإستقراء؛ إنه على الرغم من أننا لا نستطيع ملاحظة سوى عدد محدود من الوقائع العينية، فإن العلم يطرح إقرارات كلية غير مقيدة، ومشكل التأريف "Demarcation" الذي يتساءل حول الفصل بين العلم الإمبيريقي واللاعلم.
يحاول بوبر حل هذين المشكلين بنظريته التي ينادي بها في القابلية للتكذيب، إذ يجادل في أن العلم لا يتميّز عن اللاعلام بقابلية نظرياته للتحقق بل بقابليتها للتكذيب، وأن الإستدلال الذي يُمارس في العلم ليس إستقرائيّاً بل إستنباطيّاً، فالعلم لا يبدأ من ملاحظات ثم يشرع في تعميمها، كما يفترض كثيرون، بل يبدأ بمشاكل ويقاربها بتخمينات جريئة.
يشمل المشكلان الأساسيان في نظرية المعرفة بذور الكثير من الحجج المحتفى بها التي عبّر عنها بوبر لاحقاً بصيغة محددة في كتابه منطق الكشف العلمي (Scientific Discovery) الذي احتُفي به كثيراً وعُرّب مرتين، ولهذا فإنه عمل أساس لكل مهتم بكارل بوبر، وبتاريخ العلم وفلسفته، وبمناهج العلم نفسه ونظرياته.
يشكل هذا العمل حسب وصف بوبر "عرضاً أكثر تفصيلاً وسعة من منطق الكشف العلمي الذي أجريت عليه حذوفات جمة"، طاولت بوجه خاص الأمثلة المفصلة المستقاة من تاريخ العلم، التي قد يستعصي فهمها على القارئ العام.
ويمكن إعتبار كتاب "المشكلان الأساسيان في نظرية المعرفة" الصيغة البكر لمنطق الكشف العلمي، في المقابل ومع إمتيازه بالأمثلة المفصلة فإنه وبخلاف "منطق الكشف العلمي" أقل إستحضاراً للمعادلات الرياضية كما في الكتاب الأخير، مما يجعله أقل صعوبة على القارئ غير الآلف للمعادلات الرياضية.
Share message here, إقرأ المزيد
المشكلان الأساسيان في نظرية المعرفة