يتناول هذا المؤلَّف سِجِلَّ القصائد للصحابي الجليل حسّان بن ثابت الأنصاري، أحد شُعراء يثرب البارزين والمنحدر من أصل قحطاني. عُرف حسّان بـبُعده عن ميدان النزال، ولكنه سخّر بَيانه الفذّ لخدمة الدعوة الإسلامية بعد اعتناقه الدين، ليغدو صوت الرسالة ودرعها الشعري. حظي بدعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتأييد "روح القدس" (جبريل) له في هجائه الموجه ضد خصوم الإسلام من قريش، مما جعله سيفاً مصلتاً من الكلمات. وعلى الرغم من أن بعض النقّاد يرون أن متانة شعره الجاهلي فاقت نظيره الإسلامي نظراً لـالتزامه بالصدق بعد الإسلام وابتعاده عن الغلو المعتاد في الشعر، إلا أنه ظل فحلاً مُقتدراً، تميزت لغته بـالفخامة والجزالة مع سهولة العبارة. يوثق الديوان تجربته الشعرية الممتدة على مدار 120 عاماً، قضاها منافحاً عن العقيدة ومُثبتاً جدارته بلقب "أشعر أهل المُدر". يشتمل الكتاب على جمهرة نصوصه الشعرية مع إيضاح دقيق للمعاني وتحديد بحور القصائد، ليُمثل مرجعاً وافياً لهذه القامة الأدبية.
Share message here, إقرأ المزيد
ديوان حسان بن ثابت الأنصاري