من يتمعن في كثير من النتاج الثقافي الحديث والمعاصر يجد فلسفة انتظام الكون هي جوهره، سواء أكان تنظيراً أم إبداعاً. استمدت منها الأناسة البنيوية، والسيميائيات، ودراسات المتخيل... والشعر المعاصر، وعليه فإنه لا كبير اعتراض أن يستوحي هذا الكتاب روح تلك الفلسفة.
وقد سعى هذا الكتاب إلى أن يكشف عن البنيات العميقة المشتركة بين أناس يتوطنون في مجال معين مما جعلهم يتفاعلون ويتفاهمون ويتبادلون المصالح والمنافع ويتواجهون من أجلها، لكنهم كانوا يحتكمون إلى معايير ومكتوبات وتقاليد قبل أن تهيمن الداروينية الشعبية والماركسية الحرفية والنظريات السياسية النفعية، أي قبل انتشار أطروحات البقاء للأصلح، وصراع الطبقات، وصراع الحضارات والثقافات، وهي أطروحات ناتجة عن قياس عالم الإنسان على عالم الحيوان.
الكتاب مقارنة عقلانية للدفاع عن فلسفة التماثل التي هي أساس لفلسفة الاختلاف، وإذ هي كذلك فإنها تشييد، وكل تشييد يتم في مقتضيات أحوال، ومقتضيات الأحوال في صيرورة غير متناهية، إلا أن اتجاه الصيرورة يرجح فلسفة على أخرى.
Share message here, إقرأ المزيد
رؤيا التماثل