كثيراً ما وقعت الدراسات المتخصصة بخطأ الجمع بين مصطلحي "الجغرافية السياسية" و"الجيوبوليتيك"... وعرفتهما على أنهما يمثلان علماً واحداً. لكن في الحقيقة هناك فرق بين العلمين، فإذا كانت الجغرافية السياسية تحدد السياسة الداخلية للدولة، فإن الجيوبوليتيك يتجه للتأثير في سياسة الدولة الخارجية، فالجغرافية السياسية هي الأصل، والجيوبوليتيك هو الفرع. والجيوبوليتيك يعمل على توظيف الجغرافية السياسية للدولة، بما يخدم مصالحها خارج حدودها، ويقوي نفوذها ومركزها إقليمياً ودولياً. وتدرس الجغرافية السياسية مقومات القوة، بينما يعتنق الجيوبوليتيك فلسفة القوة. والجغرافية السياسية تعترف بالحدود القائمة بين الدول، بينما الجيوبوليتيك يؤمن بحق الدولة بالتوسع. وترسم الجغرافية السياسية صورة الدولة في الماضي والحاضر، بينما يسعى الجيوبوليتيك لرسم صورة الدولة في المستقبل. فالجغرافية السياسية والجيوبوليتيك علمان مترابطان لكنهما غير متطابقين. فالدول تفكر جيوبوليتيكياً متأثرة بجغرافيتها السياسية.