في هذا الكتاب تأملات في الجدل الناشئ بين المألوف والغريب، المكرّر العادي والمستجد المدهش، تلك العلاقة التبادلية التي يلد فيها أحد الطرفين الآخر، أو يستدعيه بالضرورة، ليشكّل الاثنان معادلة الرؤية الشعرية، أو إحدى معادلاتها الكبرى. في جوهر الكثير من الإبداع ليس الأدبي فحسب وإنما الفني كله، تكمن تلك المعادلة، لأن إحدى مهمات الإبداع هي إزالة القشرة الصلبة التي يخلفها التكرار والعادة، مما يتراكم بفعل ألفتنا للعالم، فيتوارى الكثير عن إحساسنا وإن لم يتوار عن أحاسيسنا. نرى ونسمع ونتذوق ونشم ونلمس لكننا لا نتواصل مع دلالات الأشياء أو مع فتنة الجمال فيها، ما أسرّ الفنان بإحساسه المرهف فنقله إلينا.
Share message here, إقرأ المزيد
جدل الألفة والغرابة : قراءات في المشهد الشعري المعاصر