يتناول هذا الكتاب، للمؤرخ العسكري دوين داير آلية الحرب وكيف تعمل ويتساءل فيه المؤلف لماذا نخوضها؟ بل وحتى كيف يمكننا إيقافها؟ وعلى الرغم من أن الرأي العام في بعض البلدان كان قد انقلب في النهاية على الحرب، باعتبارها نوعاً من أنواع المتاجرة، فإن الدول كلها تقريباً، لا تزال تحتفظ بجيش عسكري حتى وإن كانت احتمالات خوضها حرياً أمراً مستبعداً بالنسبة إلى غالبيتها. على الرغم من أن المؤلف قد أمضى النصف الأول من شبابه وهو يطوف بين جنبات الجيش المنوعة، فإن كتابه هذا ليس تاريخاً عسكرياً خالصاً بالمعنى المتداول، بل هو دراسة للحرب بصفتها عرفاً وتقليداً متوارثاً سائداً بين الناس، ومعضلة وإشكالية أيضاً يجب علينا التعامل معها بموضوعية. يتوزع الكتاب عشرة فصول، يدور بعضها حول قضايا نظرية تتناول جذور الحروب ونشوء المعارك والأسباب التي تدفع البشر إلى شنها والأساليب التي نقاتل بها، وتعرض فصول أخرى تاريخ الحروب في تسلسل زمني، بدءا بالحروب الكلاسيكية، وصولاً إلى الحروب النووية والشاملة وفي النهاية يبقى اهتمام الكتاب الرئيس هو الإجابة عن سؤال: لماذا تخوض الحروب، وكيف توقفها ؟ لأن هذا فعلاً ما نحتاجه!