تطمح عبير خليفة كأغلبية شعراء هذا الجيل لخلق نص كثيف من حيث البلاغة الشعرية، والاعتناء بالغاية الجمالية للنص، والهدف الإمتاعي للغة القلقة والمكثفة، والبناء الذهني المتصاعد الوعي، فالنص في (ما مات يولد) يأتي مستحضراً من مناطق جديدة ووعرة في اللاوعي، وهي بهذا الإشتغال تخاطب متلقياً متحفزاً بوعي لقراءة نص مغاير، محدث الصنعة، جديد التآلف بين عناصره وتراكيبه وجمله المرصوفة بحرفية خاصة، وحس فني عميق، وامتلاك واضح لعناصر الشعرية الجديدة.
في قصيدة بعنوان "وحْدة تُؤلِم" تقول الشاعرة خليفة: الشغف والانهيار علاقة متكاملة / انبثاقٌ باتجاه الأبعاد / بهدف رؤية الغابة من وراء شلال الغيم / والدّوس على العشب كملامسة الحياة الأخرى. / الهواء لا يخلو من حبي لكَ / ومن كرهٍ لم يُردْ إنقاذي / ومن كلامٍ لم يقتلني / بل رزحت الأرض فوق جناحيّ، / لم أحلّقْ بعدها.
يضم الكتاب سبعة وخمسون قصيدة في الشعر العربي الحديث جاءت تحت العناوين الآتية: "نفط سفن مارة"، ريحانة جمود"، "عن طاغية"، "عودة"، "إثارة الغبار"، "عذوبة"، "لست سوى قارئة"، "لا قارب نجاة ٍ للكلمات"، "بيان الريح"، (...) وقصائد أخرى.