هكذا تبدو الحياة قاسية غليظة لمن تعود أن يحلم بفردوس أرضي لا يخالطه شوك ولا تهب عليه ريح صرصر، إذن لا بد من فسحة أمل، لا بد من إبصار وجه الحقيقة الآخر، الذي أعود لاقتبس صورته من داخل الأسرة الصغيرة، فالأبوان وهما يمنحان أبناءهما كل ما هو في مقدورهما، لا يشغلهما الرعب من مصيرهما المحتوم وهو يزحف صوبهما، بقدر ما تملأ عيونهما البغطة والسرور وهما يبصران أبناؤهما يشبون ويتعلمون ويكشفون ويضعون أيديهم على مفاتح مستقبل ينتظرهم لأنهم قوامه وعماده. وهذا هو شأن الدول والحضارات، أجيال تتعاقب وتتبادل الأدوار ليبقى المستقبل المنشود خطوة لاحقة إلى الأمام تنتظر جيلاً ولد للتو، أو لم يولد بعد.
Share message here, إقرأ المزيد
فلسفة التاريخ والنهاية الحتمية للحضارة والدولة