هذا الكتاب هو محاولة للإجابة عن تساؤلات ميدانية ونظريّة تتعلّق بالعلاقة "الحميمة" بين الإقتصاد، بفضائه الشاسع، وعلم الإجتماع بمفاهيمه الفضفاضة، حيث ينصرف المؤلف، في هذا السياق المحيّر، إلى قوننة هذه العلاقة الغامضة، ويتوخّى في ذلك إستخدام أدوات صارمة في البحث والتنقيب عن الجذور العميقة المتشابكة لعمّلي الإجتماع والإقتصاد.
ويؤكد المؤلف أن لا علم إقتصاد حقيقياً من دون التبصر في خلفياته الإجتماعية على مستوى المقاربة العلمية، ويستدرج إلى دائرة هذه المسألة أقطاباً على علمي الإجتماع والإقتصاد من أبرزهم: البريطاني آدم سميث والألماني ماكس فيبر، ويستنتج أن في داخل كل عالم إجتماع وعالم إقتصاد فذّ قدرةً على تبين الإقتصاد في حركته الإنسانية الواسعة.
لا تندرج هذه الدراسة المنفتحة على منظومة من العلوم الإنسانية في خانة الأدبيات الكلاسيكية لعلم الإقتصاد وعلم الإجتماع، فهي دراسة ثوريّة، لأنها تستكشف بأشكال شتى مساحات بكراً لفهم ما يعتمل في الأروقة الخلفية للمخيّلة البشريّة.