لما كان القرآن الكريم هو المرجع الذي يأوي إليه المؤمن لينهل من معينه الصافي ما يثبت قلبه من اليقين، ويطمئن نفسه من الهدى، ويثلج صدره من البراهين، كان لا بد أن يكون هذا الكتاب الكريم حاوياً لكل ما يورث النفس البشرية ما تحتاج إليه في كل هذه المجالات، وكان لا بد كذلك أن يتناول كل ذلك بأساليب متباينة حتى يتحقق تأثيره في النفوس على إختلاف مشاربها ونزعاتها؛ لهذا فإننا نرى في القرآن الكريم ألواناً شتى من الأساليب التي توصل إلى الغاية التي جاء من أجلها.
نرى فيه الإثارة النفسية عند الإخبار حتى تتشوف النفس لما سيلقى عليها منه، وتتهيأ لقبوله، نلمس ذلك في مثل قوله - تعالى -: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ﴾... [سورة الكهف: الآية: 103- 104].
ونرى فيه تعزية النفس وتسليتها عما ينزل بها من البلاء، حيث يبشر بالخير، ويسوق البشارة بين يدي البلاء لتطمئن النفس، ويهدأ القلب، ويتقبل المصيبة بالصبر والرضا، نلمس ذلك في مثل قوله - تعالى -: ﴿بَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)﴾... [سورة البقرة: الآية: 155- 157].
Share message here, إقرأ المزيد
نظرات في أحسن القصص