إن قيمة كل شيء ما كان له نظير ومثيل وأما ما ليس كذلك وهم عديم النظير فلا قيمة له ولا ثمن، ورسالة ابن حماد المعافري التي بين أيدينا من هذا القبيل فهي وحيدة في محتوياتها فريدة في معلوماتها يتيمة في ذخائر اليمن إذ سلطت أضواء لامعة وأنوار ساطعة على فرقة القرامطة. وهي معتمد مؤرخي اليمن كالبهاء الجندي والخزرجي والديبع ومن جاء بعدهم وهذا أقل ما يقال عن الرسالة المذكورة.
وبالنظر لأهمية هذه الرسالة فقد اعتنى "محمد بن علي الأكوع الحوالي" بتحقيقها وبالتقديم لمتنها بمقدمة مستفيضة تحدث فيها عن أول ظهور مخطط الباطنية، تعدد فرق الباطنية، أوكار هذه الطائفة (عمان، نجد، مصر، أفريقية) الخ...