أسهم العرب المسلمون خلال وجودهم في بلاد الأندلس في تطور مرحلي ملحوظ لتك البلاد، ومن ذلك اهتمام الدولة التي عملت على استقرار البلاد والاهتمام بالمجالات كافة التي من شأنها إيجاد دولة تختلف عن الدول كافة التي تحيط بها مستفيدين من حضارة بلاد الشام وحضارة بغداد، فأنتجت حضارة مزيجه من تلك الحضارات مختلفة عن تلك الحضارات التي سبقتها ولم يأت ذلك من فراغ وإنما من دراسات وشغف وحب أهل الأندلس للعلوم والصناعات وتطويرها، وما يؤكد ذلك ما ذكره ابن غالب من خلال نص في غاية الاهمية عن أهل الأندلس قوله: "صينيون في أتقان الصنائع العلمية وأحكام المهن التصويرية". في هذا الكتاب إحدى الانجازات العمرانية التي شهدت تطوراً ملحوظاً في بلاد الأندلس وهي عمارة تعتمد على (التقانة) وقامت الأرحاء على الطواحين على الرغم من أن المعنى واحد لهما وأداتهما واحدة وهي الرحى ومهمتهما طحن الحبوب ولأن الرحى هي أصل الأداة المستعملة لطحن الحبوب ثم بعد ذلك احتاج الإنسان إلى تطوير الرحى اليدوية فدخلت أدوات تساعد الرحى فكانت المطحنة أو مطاحن الحبوب.