في كتابه "ثورات القوة الناعمة في العالم العربي.. من المنظومة إلى الشبكة"، يقدم المفكر اللبناني علي حرب قراءة نقدية عميقة للتحولات الجذرية التي اجتاحت العالم العربي عام 2011. يرصد الكاتب هذه الثورات بوصفها زلزالاً قلب معادلات راسخة وأسقط أنظمة وأفكاراً كانت تبدو عصية على التغيير. لا يرى حرب أن هذه الثورات ملكاً لفئة دون أخرى، بل يعتبرها نتاجاً جماعياً شارك فيه الجميع: الناشطون، والمثقفون، والنساء، والرجال، وحتى الإنسان العادي الذي كسر حاجز الصمت ونزل إلى الميدان. يحذر الكاتب من الأخطار التي تتهدد هذه الثورات، سواء من النخب الباحثة عن أدوار أو من بقايا الأنظمة الاستبدادية أو التيارات المتطرفة التي تسعى لاحتكار الحقيقة. في الوقت ذاته، يدعو إلى نقد الذات كمدخل أساسي لفهم الأزمات وتجاوزها، رافضاً الخطابات الجاهزة والتشبيح الفكري، ومشدداً على أهمية التفكير النقدي المرن القادر على إعادة صياغة المفاهيم وبناء رؤى جديدة أكثر اتساعاً وعمقاً. هذا الكتاب ليس مجرد تحليل سياسي، بل هو دعوة للتفكير الحر والمراجعة الجذرية لكل ما اعتدنا اعتباره من المسلّمات.
Share message here, إقرأ المزيد
ثورات القوة الناعمة في العالم العربي من المنظومة إلى الشبكة