استوعَبتْ وتجاوزت المدرسة العربية في الاختصاصات النفسية، ومن ثمّ في التحليل النفسي بخاصة، عُقم وخطلَ الكلام عن عقل عربي بنيويّ ومفسدِ؛ كما تَخَمّج وتعفَّن القولُ في أنّ «الذات العربية»، وبعامة، محكومة مسبقاً بالقصور والعجز، بالانقفال والنكوصية، بالدفاعي و«المكبوت العائد»، بالحرفْاني والمَرضي اليابس والمُمرضِ، ومَن بطُلت صلاحيته، والمتصلِّب أو الملتاث والمتغذّي بنفسه.
أفقدت المدرسة العربية وثوقيةَ ذلك الكلام العنيف التقويضي، وخلخلتْ أظنوناته ومدائحه لنفسه، أو نرجسيته وعدوانيته، وخِيلاته حول مهاراته وزعمه أنه امتلك الحقيقة والألوهية.
رطانةٌ هي زعمُ الخطابِ الاستسلافي أنّه هو وحده النافع والسديد، والصالح لتمثيل المنفعة ــ المصلحة، والنطقِ باسمها والدفاع عنها. لكأنّه حوَّل نفسه إلى بطل لا يُغلب، فقد أَلْهَنها أو أسطرها؛ وتوهّم أنه هو وحده وبمفردهثابتٌ على «طريق الرّشاد»، على «سواء السبيل»، على «الصراط المستقيم».
بحسب قوانين التحليل النفسي، مستخرجةً من قطاعات اللاوعي الثقافي والمتخيَّل، تتفسَّر قولةُ الجابري في القطيعة بين العقل المشرقي الملهوَت والمغاربي المتفوّق والعقلاني؛ واضطراباتُ العقل، كما الجنس عند خليل حاوي، جبران، نعيمه... محمد عبده، الخ.
السيرة الذاتية والتحليل النفسي للذات تأرخةٌ ذاتيةُ النزعة. ما تتّفق عليه الذاتيات هو الموضوعي؛ وهو التاريخ.
الحسد وقودٌ في العلائقية بين الجامعات؛ والغيرة مفسِّرٌ لما بين الأمم القوية، وللعرَبي مع الغرْبي، والأنا مع الأنت...