هذا كتاب من الكتب القديمة التي بقيت غير منشورة في أثناء حياة مؤلفها، رحمه الله، وهو يتناول ولايتين في الشمال الغربي من الهند: البنجاب وهاريانا. ولم يكن الحديث عن الولايتين في زيارة واحدة، إذ كانت زيارة مدينة أمريتسار بولاية البنجاب، وهي أهم مدن السيخ ومقر معبدهم الذهبي، قديمة جرت في 1399/6/25هـ (1979/5/21م)، واقتصرت عليها فقط. أما الزيارة الموسَّعة للولايتين فكانت في 1418/1/28هـ (1997/6/3م)، أي بعد الأولى بـ18 عامًا تقريبًا. جمعه لهاتين الزيارتين في كتاب واحد يُعطيك فكرة عن طبيعة الرجل الذي كان يُسجِّل كل ما يرى، ويحتفظ بكل ما يكتب، ويعرف تمامًا أين يضع أوراقه وكيف يُروِّض «النمر الورقي»، وهو مصطلح شاع استخدامه مؤخرًا لمن يكون لديه عدد ضخم من الوثائق المختلفة ويُعنى بفهرستها وتنظيمها وخزنها. وسبق للمؤلف، مرارًا، أن ضمَّ في كتبه شذرات من زيارات إلى بعضها، وأخرج منها كتابًا يشملها في عنوان جامع واحد. والكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم الآن من الكتب الخفيفة القليلة الصفحات، إن كان يصح أن يُنظر إلى هذا عند الحديث عن الكتب. رحم الله هذا المؤلِّف الموسوعي، وجعل من كتبه، بل وسائر أعماله، شاهد له لا عليه.
Share message here, إقرأ المزيد
الشمال الغربي من الهند : جولة في ولايتي هارينا والبنجاب