يقع الكتاب في أربعة أجزاء، يتحدث الجزء الأول منه عن سياسة الحياد ومثيلاتها، وفي الأجزاء الثلاثة الباقية يتناول كل من أوكرانيا وتركيا ومصر، لما لهن من أهمية إستراتيجية، خصوصاً لجهة الموقع والدور، حيث تعتبر تلك الدول صلة وصل ما بين القارات، بالإضافة إلى أنها تتعامد فوق بعضها البعض على خط طول 36 درجة وتفرعاته شرقاً وغرباً، ومدى إمكانية انتهاجها لسياسة الحياد في الصراع الدولي القائم ما بين محوري الغرب والشرق.
ما يميز الكتاب أنه يضم مجموعة من المقابلات مع شخصيات دولية مهمة ومؤثرة، لعبت وما زالت تلعب دوراً محورياً في صناعة ودراسة التغيرات والتبدلات السياسية العالمية، من أبزرها المفكر والفيلسوف البروفيسور ألكسندر دوغين (روسيا)، والبروفيسور كمال ديب (كندا)، والبروفيسور إيكارت فورتز (ألمانيا)، والدّكتور آشلي أنصارا (الولايات المتّحدة الأميركيّة)، والدّكتور أصلان بالجي (تركيا)، والدّكتور حسن المومني (الأردن)، والدّكتور محمد السعيد إدريس (مصر)، ومن لبنان كل من الدكتور عدنان منصور (وزير الخارجيّة اللبنانية الأسبق)، والدكتور محمد نور الدين، والدكتورة هدى رزق، والدكتور ذوقان الجرماني، حيث أغنت تلك المقابلات الكتاب بالمواقف المختلفة والمتنوعة، وأصبغته بنوع من الموضوعية في طرح الأفكار، بالإضافة إلى عملية تحليل للمعلومات كافة بطريقة بحثية وأكاديمية.