عندما تجثو الخلائق يوم القيامة أمام ربها، هنالك تُدعى كلُّ أمةٍ إلى كتابها الذي ينطق بالحق، وهنالك يتبيَّن للناس أنَّ استكبارهم عن قبول الحق الذي نزل في الكتاب، والذي خلق الله تعالى السماوات والأرض به، أنَّ إستهزاءهم به وإستكبارهم عنه، وبالتالي كفرهم، هو الذي أدّى بهم إلى ذلك الخسران العظيم.
ولكن اليوم، وقبل أن لا ينفع أحداً إيمانه، علينا أن نستمع إلى آيات الذكر ونتفكَّر فيها، كما نتفكَّر في آيات الله تعالى التي تتجلى في الآفاق.
نتفكَّر لكي نعلم أنَّ الإيمان بالكتاب هو الذي ينجينا من الويلات في اليوم الآخر، كما أنه ينجينا من عذاب الله تعالى في الدنيا، حيث إننا نقرأ في سورة "الأحقاف" التي جاءت بعد سورة "الجاثية" كيف أهلك الله تعالى عاداً الأولى، إذ أنذرهم أخوهم "هود" فلم يستجيبوا له.
وهكذا تتكامل بصائر الوحي بين هاتين السورتين "الجاثية والأحقاف" فالسورة الأولى تحدثنا عن عاقبة الكفر في الآخرة، بينما تحدثنا السورة الثانية أيضاً عن "عقبى الكفر" في الدنيا.
Share message here, إقرأ المزيد
بينات من فقه القرآن - دراسة قرآنية تعتمد استنباط السنن الإلهية من آيات الذكر الحكيم : سورة الجاثية وسورة الأحقاف