عند العودة إلى البيت، لم أكن أتذكر أبداً هذه المدينة التي زرت للتو، المدينة كما هي في الحاضر، بمتاجرها المستحدثة، وبناياتها الجديدة. تتلاشى المدينة الواقعية.. لا تعلق أبداً في دواخلي.. أنساها فوراً تقريباً. الأمر ذاته بالنسبة إلى البيت الذي عشت فيه والذي مسته تعييرات جذرية.. فما أكاد ألمحه وأنا وراء مقود السيارة حتى أنساه. هنا تكون الذاكرة أقوى من الواقع. الواقع بالنسبة إلي هو المدينة الحية في ذاكرتي.. ذلك الفضاءُ الفريد حيث تعلمت الحياة وتعرفت على العالم.. الفضاء المترع برغباتي.. بأحلامي.. وبالإهانات التي لحقت بي. بعبارة أخرى، فضاء مختلف كل الاختلاف عن المدينة الواقعية كما هي اليوم.
Share message here, إقرأ المزيد
العودة إلى إيفتو