يتناول المؤلف موضوع الحب من زاوية فلسفية عميقة، حيث يعيد النظر في أبعاده النفسية والجسدية، موضحًا أن الجسد هو المصنع الذي يفرز كل أشكال الرغبات والأفكار، من شغف بالمرأة إلى عشق المعرفة أو عبادة المبدأ. يرى المؤلف أن الحب ليس مجرد شعور عابر، بل هو عملية معقدة تتداخل فيها الرغبة والسلطة والمعرفة، ويمثل رحلة مستمرة تنمو وتتطور عبر تفاعل الإنسان مع الآخر. في الكتاب، يتطرق المؤلف إلى كيف يختلف الحب باختلاف الزمن والثقافة، موضحًا كيف أن الحب في "عصر الاتصال" قد تغير ليصبح أقل عمقًا وأكثر عرضة للزوال، إلا أنه لا يزال يولد أشكالًا جديدة تمنح لذاته متعة من نوع آخر. كما يقسم الكتاب إلى قسمين، يتناول الأول تأثير المرأة في الحب، وتجربة العشق الصوفي عند رابعة العدوية، في حين يخصص الثاني لدراسة "خطاب الحب عند العرب" وتحليل التعبيرات المختلفة عن الحب في الشعر العربي، مع التركيز على دراسات كبار المفكرين، خاصة في التيارات الصوفية. يقدم المؤلف رؤيته للحب باعتباره حالة قصوى من التجربة البشرية، شكل من أشكال وجود الإنسان الذي لا يمكن فصله عن ذاته العميقة، وبذلك يتحول الكتاب إلى بحث فلسفي ممتع يتناول إحدى أعمق المشاعر الإنسانية.