تكمن أهمية دراسة “الإدارة العثمانية في الجزائر من عام 1518 إلى 1830″، في كون تلك المدة مهمة بالنسبة للتاريخ العثماني بشكل خاص، والتاريخ الإسلامي بشكل عام، لما شهدته من أحداث وتطورات، ولاسيما حينما تمكّن الإسبان من احتلال غرناطة، وإخراج العرب المسلمين من الأندلس، فأثار هذا الحدث ضجة كبيرة في العالم الإسلامي، ليس هذا فحسب، بل إن المناطق العربية في الشمال الأفريقي تعرّضت للخطر الأوربي الذي سيطر على العديد من موانئه ومدنه. وقد أثّرت تلك الأحداث على العرب المسلمين سياسياً واقتصادياً حينما خرجت مناطق مهمة من سيطرة المسلمين، وفقدت الموانئ العربية في الإسكندرية وبلاد الشام أهميتها، تلك الأحداث شجّعت الدولة العثمانية على توجيه أنظارها نحو بلاد المغرب العربي، وإعادة ما فقده المسلمون من مناطق. فتمكنت من السيطرة على الجزائر التي أوجدت فيها نظاماً إدارياً واجتماعياً واقتصادياً يتماشى مع نظامها، على الرغم من أن الحكم العثماني هناك ظلّ اسمياً.