يشتمل هذا الكتاب على أولاً على ما جمعه الشريف الرضي محمد بن أبي أحمد الحسيني نقيب الطالبين ببغداد، من خطب وحكم ورسائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، حيث بادر الشريف الرضي إلى الإهتمام بنهج البلاغة وشرع ببسط القول في شرحه بسطاً بما إشتمل على الغريب والمعاني وعلم البيان وما يشكل من الإعراب والتصريف مورداً في كل موضع ما يطابقه من النظائر والإشتباه نثراً ونظماً وذكر ما يتضمنه من السير والوقائع والأحداث فصلا فصلاً مشيراً ما ينطوي عليه من دقائق علم التوحيد والعدل، إشارة خفيفة ورصعه من المواعظ الزهدية والزواجر الدينية والحكم النفسية والآداب الخلقية، ثم موضحاً ما يومي إليه من المسائل الفقهية مبيناً مقامات العارفين التي لا يدركها إلاّ الروحانيون المقربون وكاشفاً عن مقاصد أمير المؤمنين عليه السلام فخرج، كما يشير إبن أبي المريد: "كاملاً في فنه عظيماً شأنه عالية منزلته"...
مضيفاً أنه عزم على شرح هذا الكتاب حيث لم يشرحه قبله سوى سعيد بن هبة الله بن الحسن الفقيه المعروف بالقطب الراوندي، ولم يكن هذا الشرح برأي إبن إبي الحديد كان قاصراً"، وإن للفقيه أن يشرح هذه الفنون المتنوعة، ويخوض في هذه العلوم المتشعبة... هذا ما إشتمل عليه هذا الكتاب أولاً، وثانياً، إشتمل الكتاب أيضاً على شرح إبن أبي حديد حيث يقول: "وقبل أن أشرع في الشرح ذاكراً أقوال أصحابنا.. في الإمامة والتفضيل والبناة والخوارج"، متبعاً ذلك بذكر نسب أمير المؤمنين عليه السلام ولمع مسيرة فضائله ثم قام بذكر نسب الرضى أبي الحسن محمد بن الحسين الموسوي بعض خصائصه ومناقبه، ثم أشرع في شرح خطبة نهج البلاغة التي هي من كلام الرضي أبي الحسن، فإذا إنتهيت من ذلك كله إبتدأت، شرح كلام أمير المؤمنين عليه السلام شيئاً فشياً ومن الله سبحانه إستمدّ المعونة.
Share message here, إقرأ المزيد
شرح نهج البلاغة الجامع لخطب وحكم ورسائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب