بعد إصدار كتاب "تاريخ أوروبا في العصور الوسطى 476-1500 م" يسعدنا أن نقدّم هذا الكتاب الذي يتضمّن "تاريخ أوروبا في العصور الحديثة 1500-1913 م". وقد حفلت الحقبة التي يغطيها بتطورات مهمة في المجالات كافة.
فقد تناول الباحث فيه الإكتشافات الجغرافية التي فتحت آفاقاً واسعة للأوروبيين، تزامن معها بروز النهضة الفكرية التي إستوعبت الحضارات القديمة، وطوّرت أفكاراً جديدة، شكّلت منطلقاً للفكر المعاصر. وأهم سماتها التحرر من سيطرة رجال الدين الذين إستبدوا بالناس بإسم الدين والإلهردحاً من الزمن، ما جعل الأوروبيين يدركون أهمية الحرية، ويسعون إليها.
وتحدث عن المذهب الديني الذي إنتشر في أوروبا، وساد كثيراً من بلدانها وهو البروتستانتية. وعن الأسر الحاكمة في ذلك الزمن، وأطماعها، والحروب التي التي نشأت بينها. وتطرّق إلى الدول التي ظهرت على المسرح السياسي الأوروبي في القرنين السابع عشر والثامن عشر، مثل روسيا وبروسيا وهولندة، وكذلك في القارة الجديدة، والولايات المتحدة الأميركية.
وتوسع في الحديث عن الثورة الفرنسية، وظهور نابليون بونابرت، وإنجازاته. وختم بظهور محورين كبيرين متناقضين، أفضى الخلاف بينهما إلى قيام الحرب العالمية الأولى.
ولا ريب أن القارئ سيجد في هذا الكتاب متعة وفائدة وعبرة، وبخاصة أن مؤلفه أستاذ جامعي، ومؤرخ وغير منحاز، رشيق العبارة، سهل الأسلوب، نشرت له دار النفائس أكثر من ثلاثين كتاباً في موضوعات تاريخية مختلفة.