تدور فكرة هذه الكتاب في دراسة ظاهرة الاحتراز بوصفها وسيلة التجأ إليها العلماء النحويون للتوقي من المحذورات خشية الوقوع في اللبس وقد ترادفت مع مصطلحات أخرى وهي الاحتراس والاحتياط. وتقاربت مع مصطلحات أخرى تم ذكرها في هذا الكتاب وعن طريق الاستقراء ظهر لنا أنّ النحويين لم يستعملوا مصطلح الاحتراز إلا بعد القرن الرابع الهجري. فبرز هذا المصطلح بكثرة لا سيما في شروحات المتون النحوية. ومن أبرز النتائج التي توصل إليها البحث: وجود ثلاثة أنواع للاحتراز، كان الأول منها: الاحتراز الإيحائي الذي يستوحى من النصوص النحوية وبيان آلية تقعيد اللغة العربية، ثم الاحتراز بالمعنى وهو ما ثبت لدينا بوجود مرادف لمصطلح الاحتراز أو ما يقاربه من الألفاظ الأخرى في الدلالة، ثم الاحتراز اللفظي المباشر بذكر مشتقات كلمة (احترز) كذلك يقع الاحتراز بنحو واسع في الحدود النحوية والتعريفات التي تحتاج إلى التبويب والتقييد وفصل الحد أو التعريف عما يشابهه أو يشاركه في انتمائه للعائلة النحوية بخصائص مشتركة. وقد تنوعت الجنبة النحوية والانطلاقة في إبراز آلية استعمال الاحتراز من نحوي لآخر مما كان له الأثر الكبير في تنوع الاحترازات في موضوعات النحو العربي.