عفراء
توفر الكتاب: متوفر
يشحن في غضون: 4-8 أيام عمل
المصدر: لبنان
$9.00
الكمية
نبذة

اهتز سوطه بيده مكدوداً حانقاً, ثم اندلع, وأصاب رأساً شامخ الانقة فأدماه. وعربد اللاسع كالسكران الهائج: خائن, لص. لانثرن لحمك ولحوم رفاقك جميعاً. أتحملكم الجرأة, بل السفالة, على سرقة بندقيات الجيش؟ وعلا سوطه ينتفض كما انتفض صوته وشعر شاربيه العسليين. وأحمر وجهه والتهبت عيناه, وكان يزعق بالتركية. وهم باللسع مرة أخرى, فإذا يد المضروب ترتفع وتقبض على السوط, فتشل منه الحركة, وجبهت عينان فائرتان عينين فائرتين. إلا أن المبربر بالتركية اشتد به الحنق وكاد يعمد إلى اللطمة فصاح به الملسوع بغضبة تلذع نارها, ويعمي دخانها: مكانك, إحذر سوء المغبة!. فعز على التركي, وهو ضابط في الجيش العثماني, أن يلقى الصدمة, واستشاط غيظاً ترقص به كأن جنوناً دهمه. وبات لا يدري كيف ينال من اسيره المقدام, فهتف: يدك عن السوط, إفلته وإلا حطمت رأسك! فلم يتبدل موقف الملسوع, وجمعت يده الأخرى قبضتها وتأهبت لرد الضربات. كيلة بكيلة. ووقف ثمانية ينظرون إلى المشهد ولا يتحركون, ولا تطرب شفاههم بنبسة. فكانوا أشبه بالألواح المنصوبة. واتسعت عيونهم وجمدت كأنها من بارد الزجاج. ولجأ الضابط العثماني إلى القوة يحاول أن ينزع بها السوط من يد مقاومه. بيد أن القوة انتهت إلى وهن. خصمه أمضى ساعداً فكاد ينشق, وامتدت سبابته إلى زر قريب تضغطه. فارتجف رنين جرس, وأطل حاجب كالشرارة التصقت يمينه بصدغه بامتثال صاعق, ووقف كعصا الناطور فتعالى صوت الضابط كالزمجرة: جئني برهط من ذوي البأس. اسرع! وأشرق في وجهه الحنين إلى التشفي سيعاني من انتقامه ذلك المعاند ما لا يبقي عليه. وظلت اليدان ممسكتين بالسوط, إلا أن عيني الضابط اتجهتا إلى الباب بانتظار النجدة. وتكلمت الألواح المنصوبة فقالت تخاطب الشاب الانوف, المتشبث بسوط الضابط الحانق: مجيد, دعه. لا تعرض نفسك للأهانة!

تفاصيل الإصدار
دار النشر دار صادر للطباعة والنشر
سنة النشر 2014
الترقيم الدولي 9789953138039
اللغة عربي
عدد الصفحات 255
عدد الأجزاء 1
الغلاف ورقي
القياس 14x21
توفر الكتاب: متوفر
يشحن في غضون: 4-8 أيام عمل
المصدر: لبنان
$9.00
الكمية

التقييم والمراجعات