يعد الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام تاريخاً مؤلماً وصادماً للفلسطينيين وحلفائهم في جميع أنحاء العالم. إنها ذكرى إصدار بريطانيا المخزي لوعد بلفور. وبإصدار الوعد، قدَّمت بريطانيا أول وثيقة "قانونية" تجيز إنشاء مشروع استعماري جديد يتمحور حول التطلعات الصهيونية لفلسطين وحلمها بوطن قومي لليهود.
لا يدعي هذا الكتاب أنه دراسة شاملة لوعد بلفور. فقد حاول كتاب وطلاب دراسات الشرق الأوسط الحديثة إجراء مثل هذه الدراسة منذ فترة طويلة. ومن الأمثلة على ذلك كتاب "إعلان بلفور" لليونارد ستاين، وكتاب هنري قطان "فلسطين والقانون الدولي: الجوانب القانونية للصراع العربي الإسرائيلي". ويقدِّم كلا العملان رؤية كافية لتطور الإعلان والمسؤولين عنه، فضلًا عن مكانته بموجب القانون الدولي من منظورين متباينين؛ بل إن الكتاب الأخير هو دراسةٌ متخصصة لموقف أنطون سعاده من وعد بلفور: هل وافق عليه أم رفضه؟ وبحسب كلٍّ من الاحتمالين ما كان خط تفكيره الرئيسي؟ هل قام بالتقييم الصحيح؟ وإلى أي مدى كان استنتاجه متسقًا مع التصورات الحديثة للإعلان. باختصار شديد، اعتبر سعاده وعد بلفور بمثابة وثيقة غير ملزِمة، مَعيبة تاريخيًّا، وتنتهك قواعد ومبادئ القانون الدولي القائمة. غايةُ هذا الكتاب هي فهمُ الأسس التي اعتمد عليها سعادة في التوصل إلى هذا الاستنتاج.
أخيراً، هذا الكتاب مخصص للشعب الفلسطيني والتوعية العامة بحالته المأساوية الرهيبة التي جلبتها الصهيونية العالمية ومتوسلوها المنبطحون.
Share message here, إقرأ المزيد
الوعد المشؤوم : موقف سعاده من وعد بلفور