المعرفة الحقيقية ‏للوجود هي معرفة ‏النفس، وكل معرفة ‏غيرها هي بحث ناقص ‏ودأب عقيم، أما الفكر ‏فهو ما تتشكّل منه ‏النّفس فيكوّن لها الحياة ‏بحسب قيمة ونوعيّة ‏تشكّله فيصبح بالتالي ‏الوجود الخارجي مرآة ‏تعكس تموّجات النفس ‏الداخليّة. وينسى ‏الإنسان خلال بحثه ‏الدؤوب عن ماهية ‏الوجود وسرّ الحياة أن ‏ينظر الى نفسه ‏الدّاخليّة ومحرّكها، ‏أيّ الفكر، يراقبها، ‏يقيّمها، ينظّم بعثراتها ‏ويضيء لها شعلة ‏السّلام ليضيء بها كلّ ‏موجود خارجيّ، فهي ‏النفس صانعة الوجود ‏وهي سرّ الحياة. ‏فالإنسان يولد مرّة ‏واحدة في الجسد، ‏ويولد آلاف المرّات ‏في الفكر. فما الفكر إلّا ‏قيثارة تُراقصُ الحياةَ ‏على أنغامها وما الحياةُ ‏إلّا انعكاساً لنوعية ‏نتاج الفكر.‏