ما بين لغة النص المفتوح على شرفات الأرق، وتداعيات عبراتٍ تغزلها مريم ش. شمص بعين الشاعرة وتغرزها مسلّة ذاكرة حية، يأتي جديدها الشعري "ذات أرق" فترمي بسهام كلامها قلوب غلفها الصمت البليغ في حنجرة الصامتين.. فنقول طوبى للمعاني حين ترمي بمعانيها حمماً وتشعل ما انطفأ فينا من مشاعر وأحلام وحبّ وجمال.
في هذه المجموعة تقتحم مريم ش. شمص ساحة الشعر الحر معتمدة فيها عملية السرد المباشر وبرموز تهز الوجدان بما فيها من العام والخاص بانسيابية تمليها المشاعر والأحاسيس والانفعالات، متشابكة في لوحة تعبيرية واضحة المعالم رغم كثافة ظلالها، ودون التقيد أو الالتزام بما يمليه رواد قصيدة الشعر الحر من حيث الوزن المتفاوت بين جملة أو عبارة وأخرى تلك المتعارف عليها بوحدة البيت، وكما يتضح ذلك في العديد من القصائد نقرأ لها قصيدة بعنوان:
{سمُّ الذاكرة} تقول فيها:
أخطر ما في ذكرياتنا الجميلة/ أن نستحضر شياطينها/ لنبتزَّ بهم/ أشباح حاضرنا الشاحب... / أخطر ما فيها/ أن نستطيع دخول/ أقبيتها المهجورة/ حين نشاء../ لنسرقَ من أكياسها المغَبرة التي/ تعاقبت على تمزيقها/ فئران الزمن/ ملعقة سكّرٍ فاسدٍ/ لنحلّي به طعم أيّامنا/ وإن كان في تلك الحلاوةِ/ السمُّ الذي/ يعلنُ/ بدءَ دمارِنا..".
يضم الكتاب (54) قصيدة في الشعر العربي الحديث جاءت تحت العناوين الآتية: "شغف"، "ضياع"، "مزاج"، "خيانة"، "نعاس"، "كتبتُ على غبار"، "ظنون"، "في انتظارك"، إبكي.. قليلاً"، (...) وقصائد أخرى.