كانت تُردد كلمة الموت مئات المرات، كأنهُ دعاء لا يفارق فمها في الصباح وفي المساء.جلست في وسط الدار ترتعد من الخوف، فقد تذكرت دوي الانفجار الذي وقع قرب بيتها، فمنذ ذلك الوقت وهي لا تهدأ، أخذت تتحرك كأنها بندول الساعة.. التي لا تمتلك القدرة على أن تقف عند وقت محدد.
جمدت مكانها، ومن شدة الذعر المستقر بداخلها أخذت ((تنفل)) شعرها وتجرهُ بقوة، رغبة في التخلص من الطنين الذي استقر برأسها ولم تجد لهُ أي دواء.
أخذت تمشط المكان كأنها مصابة بحالة مس، مرض لا أمل في الشفاء منه بعد موت الكثير من قارئي الرقية الشرعية، فقد شح وجودهم مثلما شح الدواء والطعام.