في لحظة، لم يكن أحد يعلم أن الزمن سيُطوى على مأساة، وأن البيوت التي عاشت فيها الحكايات ستتحول إلى رماد. لم نكن نعلم أن الليل لن ينتهي كعادته، بل سيمتد طويلًا في أرواحنا، يُطفئ الشمس حتى وهي في كبد السماء. فحين دوّى الصراخ الأول، أدركنا أن الفجر الذي سيأتي بعد هذه الليلة، لن يكون كما كان أبدًا.
لم يبق سوى صدى أنفاسنا المتشحطة من دخان النيران المشتعلة في المنزل.. خرجنا من بين الركام ببطء، نتلمس الطريق بأقدام مرتجفة، كأننا نولد من جديد، عيوننا مثقلة بدهشة ما حدث. الدخان لا يزال معلقًا في الهواء، وأضواء المساء الباهتة تنعكس على المنازل كأنها تحاول رسم ملامح لما كان قبل الحادثة.