تخيّل أنّك فلسطينيٌّ، بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى، جذورك ولغتك ولهجتك ومعتقداتك وعاداتك وتقاليدك وأنواع مأكولاتك وأغانيك الشعبيّة وأمثالك الشعبيّة واسم عائلتك ومشاعرك وأحاسيسك، وحتّى مكان ولادتك وعيشك، أو حتّى موقع قبرك حين تموت، ولكنّك في الوقت نفسه تُعتَبَرُ أمام العالم إسرائيليًّا، وأنت في الأوراق الرسميّة كذلك، وعليك التعايش تماماً مع جنسيّتك ومواطنتك هذه، وعليك، وكي تستمرّ وتحافظ على فلسطينيّتك التي أكثر ما تطلبه منك هو أن تتمسّك بأرضك، عليك من أجل ذلك، أن تمارس مواطنتك الإسرائيليّة الكاملة، في المعاملات الرسميّة، وفي دفع الضرائب وفي الخدمات كلّها، وحتّى في العمل السياسيّ وفي حقّ الانتخاب أو في الحقّ بالترشّح لتمثيل منتخِبيك.
فكيف وفي كلّ هذا الصراع القائم، الذي منذ أكثر من سبعة عقود من الزمن، لا يتوقّف عن التوسّع، كيف يمكن للمرء أن يكون فلسطينياً وإسرائيليًّا في ذات الوقت؟ وكيف يمكن لهذا الواقع ألّا نعتبره الأكثر تعقيدًا وغرابة؟
Share message here, إقرأ المزيد
عربية في أروقة البرلمان : قصتي والسياسة في إسرائيل