فاز الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا، أحد أهم كتاب اللغة الإسبانية، بجائزة نوبل للآداب لعام 2010.
في الرواية صراع بين معسكرين، قوتين، وقد يتبادر إلى الذهن أن الكاتب يمثّل (أو يتبنّى) أحد طرفي الصراع، ولكن مهارة "بارغاس يوسا" تكمن في أسلوب الطرح الذي ينتهجه.
إنك ما إن تنحاز إلى جانب، بفعل قوة الحجة أو دلالة التصرف أو التعاطف الوجداني، حتى ينتشلك الكاتب، بفعل العوامل عينها، ليحطك في صف الجانب الآخر.
وقد يتساءل متسائل يسعى إلى تبسيط الأمور: هل تحاول الرواية المواءمة بين الثورية الفوضوية (في أواخر القرن التاسع عشر) والتعصب الديني المنطوي، في جانب منه، على رفض الظلم؟ هل المواءمة جادة أو ساخرة؟...
إن في الرواية عشرات القرائن على هذا ونقيضه في آن واحد.
إن "بارغاس يوسا" فنان في صنعته، فمع أن الرواية طويلة النفس، ملحمية، إلا أنه يظل ممسكاً بخيوطها الكثار المتشعبة إمساك اللاعب الحاذق المسيطر على المفردات كلها.
ومن سمات هذه المهارة أنه يعمد إلى التعددية في خطوط السرد، ولكنها تعددية تخدم التنامي الدرامي للأحداث.