الجميعُ واجِمٌ مَبْهُوْر، والنَّاسُ –جميعًا - فاقدون وإن لم يلِدُوا المفقودين. أجل، لقد أوجع قلوبَهم الحزنُ العميق، والخطبُ المُوجِع. أجل. فلقد فقدوا براعمَ لم تتفتَّحْ بعدُ، وشموعًا لم تُضئ بعدُ. زهراتٌ نديَّة كانت مِلءَ الأبصار أوقف إيناعَها الزمان الغادر، خطفتهم يدُ المنون في زهرة العمر، وتغَشَّاهم الموت
في أبشع صورة. ليتني، يا رقيةُ، ويا محمد، ويا حسين، ويا ندى؛ ليتني وقَفتُ على الحادث! إذن لانتزعتكم، واحتضنتكم، ولكنت كأمِّكم الحنون! وليتني شاهدتكِ، يا أَّمَّ محمد، لاختطفتك من بين يد المنون!
فاطمة البريكي
وكان مع المجدِّدين في الشعر الحديث المتناغم مع الذوق، المحافظ، المعتدل، المستجيب لتجلِّيات العصر، الداعي للأخذ بمعطياته التي تسهم في تنمية المجتمع، فعالج في شعره كثيرًا من القضايا الاجتماعية برَوِيَّة واعتدال، ولم يقتصر - في وطنياته - على بلاده، بل كل الوطن العربي؛ تحريره من الاستعمار، ونهوضه نحو التقدم والتنمية كان من الموضوعات التي اهتم بها في شعره، وإشادته بوحدته الوطنية، وتطوره في كل مجالات التعليم والصناعة والتلاحم والاندماج والنقلة النوعية التي شهدتها البلاد، واستثمار البترول لتطوير مرافق الدولة، وتعزيز جهودها، ورعاية الإنسان.عبد الرحيم الأحمدي
شاعر رقيق الكلمة، أنيق العبارة، دقيق التعبير عن مشاعره وأحاسيسه، ينحو شعرُه إلى رومانسية كانت من ملامح الشعر العربي في حِقبة الستينيَّات الميلادية، حتى قُبيل نهاية الألفية الثانية، حين تسيّدَ الاتجاه الرومانسي تلك الحقبة، وخاصة في مصر والعراق، قبل ظهور شعر الحداثة التي رحلت برحيل أقطابها.
خليل إبراهيم الفزيع