تقدمة المعرفة بلغة الطب القديم تقابل ما يسمى إنذار المرض ومآله هل للشفاء أم الإزمان أم غير ذلك.
ويعتبر كتاب (تقدمة المعرفة) لأبقراط من كتب الطب اليونانية التي نقلها العرب إلى لغتهم في عصور النهضة العلمية الإسلامية التي ازدهرت في أواسط العصر العباسي، وهو كتاب صغير الحجم عظيم الفائدة، يبحث في الأعراض التي ترافق مختلف الأمراض الحادة، والتي يمكن بواسطتها أن يستدل على مستقبل الأمراض، وما ينبغي لكل واحد منها من التدابير.
الفرادة التي يتميز بها الكتاب أن أبقراط دوَّنه في عصر مبكر، وأنه سبق عصره في هذا الصدد، ولا أَدَلَّ على ذلك من أن معاصريه من الأطباء اتهموه بالكهانة، وعابوا عليه معرفة الطبيب وتوقعه لما ستؤول إليه حال المريض في قابل الأيام، رغم أن أبقراط كان حذراً في التعامل مع هؤلاء ببعض العبارات التي ينسب فيها هذا العلم لرأيه الشخصي اتقاءً لنقدهم.
هذا الكتاب يبحث في إنذار الأمراض، وهو علم هام للغاية في الطب، حيث يحمي الطبيب من عواقب المرض السيئة التي قد تطرأ على المريض، فلا يلام فيما حصل إن سبق بعلمه توقع هذه التطورات السلبية للحالة المرضية التي بين يديه..
