"الكويت بعيدة، بيتي بعيد، والنساء خذلتني وتبعن غيري... أنا من يعدُّ أصابع الكفِّ الوحيدة، كي يعيد حسابها، ويعدُّ ثانية... فيخطئ، غير أني حين تأتي القيروانُ، أقولُ: هذي الأرض أرضي، حرُّها، وغبارها، ونساؤها الخفراتُ... لي منها التمهّلُ: آية للذكر أتلوها، وعتمة مسجد، وبخور زاوية بلا معنى سوى ما يهدم المعنى. ولي منها التبذُّلُ: حانةُ أكلت مقاعدها القناني والشتائم، كلما غادتها عادت، أرائكها الدمقس، وقولها الرؤيا... ولي منها التحول: أن أنقل في القرون دواخلي وخطاء مشتبكاً بتاريخي، أسير مع الجنود، اليوم، نحو البحر، وأغفو غداً، فتكون تمبكتو، أنا التاريخ والريح التي لا ترحم التاريخ... من يهذي؟..