دراسة فكرية نقدية عميقة تتناول شخصية أبي حيان التوحيدي من منظور جديد، بوصفه نموذجًا لـ"المثقف العضوي" في السياق العربي الكلاسيكي.
محمد همام لا يتناول التوحيدي فقط ككاتب أو متصوف أو موسوعي، بل يحلله بوصفه مثقفًا منخرطًا في شبكة من العلاقات والصراعات الفكرية والاجتماعية. ينطلق من مفاهيم معاصرة في النقد الثقافي (مثل مفهوم "المثقف العضوي" لغرامشي) ليعيد قراءة سيرة التوحيدي وأعماله بوصفها تعبيرًا عن مأساة المفكر المهمّش في بيئة مغلقة سلطويًا.
يركز الكاتب على السياقات السياسية والاجتماعية والثقافية التي عاش فيها التوحيدي (القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي)، ويقرأ خطاباته بوصفها ردود أفعال على محن عميقة: التهميش، الفقر، الصراع مع السلطة (الدينية والسياسية)، والعزلة الفكرية.
يستعرض الكتاب كيف أن التوحيدي، رغم موسوعيته وعمق تفكيره، بقي مهمّشًا، وعانى من انعدام الاعتراف الثقافي، ما جعله يعبّر عن "محنة" المثقف المهمّش الذي يكتب من الأطراف، لا من مركز السلطة.
Share message here, إقرأ المزيد
أبو حيان التوحيدي : محنة مثقف عضوي في الثقافة العربية القديمة - دراسة في السياق والخطاب