هذا كتاب من الكتب الكثيرة التي لم تُنشر في حياة مؤلِّفها، رحمه الله. وهو يتحدَّث عن رحلة حول العالم جرت في خطٍ متعرج، بدأت في 1408/11/16هـ من الرياض إلى أستراليا مرورًا بسنغافورة ثم فيجي ثم الولايات المتحدة الأميركية فالبرازيل، ومن ثم العودة إلى المملكة عبر باريس. ولعل أبرز ما يُثير الانتباه في هذا الكتاب أنه يروي قصة سجن المؤلِّف، أو إيقافه، في فيجي، لأول وآخر مرة في حياته، وهي قصة لم يكتب المؤلِّف عنها، وهذه القصص وأمثالها تُبيِّن شيئًا من التحديات التي واجهها المؤلِّف، رحمه الله، خلال رحلاته في مشارق الأرض ومغاربها. ومما يجدر ذكره، أنه كان في هذه الرحلة وحيدًا إلا من رحمة وعناية الله، وكان يومها يبلغ من العمر 63 عامًا هجرية، ومع ذلك تلحظ بين السطور أنه كان سعيدًا كطائر مُحلِّق، باستثناء ما مرَّ به في فيجي، وإن لم يتبرَّم منه كثيرًا. وهذه الوحدة لا تقتصر على انعدام الرفيق الذي يؤانسه، ولكنها تعني بالضرورة قيامه بكل شيء بنفسه، وأقل ذلك حمل الحقائب والتنقل والسفر. أسأل الله عز وجل لهذا الرجل الكبير الرحمة والمغفرة، وأن يجد ما قدَّمه لدينه وبلاده مرجحًا لميزانه يوم الدين.
Share message here, إقرأ المزيد
حول العالم في خط متعرج