يتناول هذا المتاب سير أعلام دمشق من علماء وأعيان في القرن الثالث عشر الهجري الحافل بأحداث جسام عسكرية وسياسية واجتماعية، عاشتها مدينة دمشق بين الفزع والخوف تارة، والأمل والرجاء تارة أخرى، ويتعرض لما فاجأ بلاد الشام من أمور محيّرة، ولمصائب حدثت في هذا القرن من زلازل وفيضانات وحرائق وغلاء أسعار وجفاف ومحط، وكفتن الولاة وأصحاب العصبيات والأهواء.

يسجل الكتاب تراجم لرجال عظام برزوا على مدار هذا القرن، وكانوا قمماً شامخات، ونجوم هداية، ومشاعل نور، كان لهم في مدينة دمشق شأن عظيم، أدوا فيها رسالتهم وقاموا بواجباتهم على أتم وجه وخير قيام. كما يترجم لأسرهم المعروفة بالفضل والعلم والشرف.

يتعرض الكتاب لرجالات العلم والسياسة والإدارة والتجارة، ورجال التصوف والخلوات والحلقات والأذكار، ومدارسهم ومذاهبهم ومنازلهم وأتباعهم ومشايخهم، وآثارهم المتعددة في الشام كلها، فيترجم لهم على نحو جديد بالأسلوب والمضمون.

يتوافر في الكتاب معلومات هامة ووثائق مفيدة وأخبار نافعة وأحداث تارخية هامة، لم تذكر في الكتب المنشورة سابقاً، فيسجلها ويذكر عقب كل سنة الوالي الذي حكم فيها والوثائق المتعلقة بكل ترجمة، ويرتب المترجم لهم على سني وفياتهم ليتدرج الكتاب زمنياً، وتنسجم فيه الأحداث انسجاماً مقبولاً.