الحديث عن الحضارة قديم غير أن التداول حوله يبقى متجدداً، فلا يمكن لعجلته أن تتوقف ولن يكون لتحديات الحضارة في مفاهيمها وفي واقعها نهاية، لأن التمكن الحضاري صورة من صور تشكيل الهوية للجماعات والأمم، وهي تحكي سيرورة الأمم في مختلف أطوارها من القوة إلى الضعف، ومن الضعف إلى القوة.
ومن هنا يأخذ الحديث عن الحضارة بعداً ذا أهمية بالغة، فلابد من تشكيل رؤية محكمة حول الحضارة ابتداء من مفهومها ومضمونها وشروط نهوضها وأسباب انهيارها، وانتهاء بأشكالها وألوانها وأبعادها الجغرافية.
وهذا الكتاب الذي بين يديك هو رؤية شاملة للحضارة وأسس قيامها، ومساراتها، وعوامل سقوطها.