تمثل تجربة الشيخ حسن الصفار في العمل الديني والثقافي والاجتماعي مادة ثرية حرية بالدراسة والبحث.
فقد جاءت هذه التجربة في زمن تكثفت فيه الأحداث والتحولات، وفي منطقة تقع في صميم دائرة الاهتمام العالمي، وفي مجتمع يتلمس طريقة للنهوض والتقدم، ويعاني من تيارات التشدد والطائفية.
وقد حققت هذه التجربة إنجازات وآثاراً مشهودة في محيطها الاجتماعي الوطني, وعكست أصداءً وتأثسراً في ساحات أخرى.
كما واجهت تحديات واخفاقات تفرضها طبيعة التدافع الاجتماعي والتوجهات الإصلاحية.
في هذه التجربة نتاج فكري ثقافي غزير محوريته تنمية المجتمع وملامسة همومه، وتقديم المعالجات لقضاياه.
وفيها مواقف مبدئية ثابتة، تنحاز لقيم الدين, وحقوق الإنسان، وعزة الوطن، ووحدة الأمة، ومفهوم المواطنة، وتعزيز السلم الاجتماعي.
وامتازت شخصية الشيخ الصفار بروح المبادرة، وسعة الأفق، ومرونة الحركة، وانتهاج الحكمة والاعتدال، وثراء المشاعر الإنسانية.
إن فرادة هذه التجربة هو ما دفع مجموعة من الفقهاء والمفكرين والأدباء للاستجابة لفكرة الكتابة عنها وتسليط الأضواء على أبعادها المختلفة.