بعدما شهد القرن 11هـ/17م انحدارًا في قوة الدولة العثمانية، وضعفًا في سلطتها على الكثير من ولاياتها، أخذ قادة تلك الولايات يميلون إلى الاستقلال في أمورهم الداخلية بالابتعاد عن سلطة إستانبول، وكانت البصرة بين تلك الولايات التي نجحت في الاستقلال الذاتي ابتداءً من العقد الثاني للقرن الحادي عشر هجري (السابع عشر ميلادي) تحت قيادة أفراسياب، الذي حكم هو وأبناؤه من بعده إلى نهاية العقد السابع من ذلك القرن.
إن تلك الفترة من تـاريخ البصرة البالغة الأهمية لم تحظَ بدراسة مفصَّلة وموثّـقـة فكــان أن قــرّر المؤلِّف، عبر كتابـه هذا، القيام بتلك المهمة لسدِّ ذلك الفراغ في تاريخ ولاية البصرة، مستعرضًا الظروف السياسية والإدارية والاقتصادية والحضارية.