أصبحت كلمة "الحوار" مصطلحاً شائعاً، يلتبس على كثير من الناس مع مصطلحي "الجدل" و"المناظرة"، ما اقتضى توضيح المقصود بكل مصطلح من هذه المصطلحات، وتبيان آداب الحوار في الإسلام وأساليبه، ففي الحوار الذي هو لبُّ موضوعنا يحاول كلٍّ من المتحاوِرَين إقناع محاوره بوجهة نظره في موضوع معيَّن، مع إستعداد كلٍّ منهما للإقتناع بوجهة نظر الآخر، أو ببعضها، بالحجَّة والبرهان.

وصاحب هذا العمل أستاذ جامعي معنيٌّ بموضوع الدين والعقائد والحركات والحضارة، كتابة وتأليفاً وبحثاً، وهو يشارك منذ أكثر من عشرين عاماً في كثير من الندوات والمؤتمرات والحوارات، في وسائل الإعلام المرئيَّة والمسموعة، ما أكسبه خبرة واسعة في موضوع بحثه الذي ضمَّنه تعريفاتٍ للجدل والمناظرة والحوار، والحوار في الفلسفة اليونانية القديمة، والحوار في القرآن الكريم، والحوار في السنَّة النبوية الشريفة، وتوصيات للمحاور لغةً وأسلوباً وحركات جسدية، ومقترحات من أجل حوار هادف ومثمر.

ولا شك بأن قليلاً من المؤلفين تطرقوا إلى هذا الموضوع، والكتب التي تتناوله نادرة، ما يجعل هذا الكتاب مهماً ومفيداً لكلّ مثقف، ولكلٍّ أستاذ، ولكل عامل في الشأن العام.