مصنف هذا الكتاب هو محمد بن المرتضى، المدعو بمحسن، الملقب بالفيض الكاشاني، ولد في رابع شهر صفر سنة (1007) في كاشان، وتوفي في الثاني والعشرين من ربيع الآخر سنة (1091) في هذا البلد أيضاً ودفن فيها، وقد ولد في أسرة عريقة وبيت حافل بالعلماء والمؤلفين، فجذه وأبوه وخاله وأحفاده كلهم من العلماء والمحدثين والمؤلفين، على أنه صهر الحكيم الشيرازي ومن أشهر تلامذته.

وإذا ما عدنا لمؤلفاته نجد أنه من المكثرين والموفقين في التأليف، وصار إحاطته العلمية وجامعيته للفنون المختلفة سبباً لرواج كتبه واشتهارها عند العلماء والمحققين، وقد جاوز عدد كتبه مائة وعشرين تأليفاً، منها مختصرة تقع في كراسة أو كراستين، ومنها متوسطة، مثل كتابه "علم اليقين" وكتاب "أنوار الحكمة" وهو الذي بين يدينا، وفيه يلخص "الكاشاني" كتابه علم اليقين، الذي تحدث فيه عن المعارف الكلامية مستفيداً من القرآن والحديث والحكمة المتعالية، وبعبارة أخرى بناء علم الكلام على ما يستفاد من الكتاب والسنة وتبيينهما مستفيداً في الحكمة.